Table of Contents
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البخلاء . قصة أسد بن جاني !
فأما أسد بن جاني فكان يجعل سريره في الشتاء من قصب مقشر؛ لأن البراغيث تزلق عن ليط القصب، لفرط لينه وملاسته.
وكان إذا دخل الصيف، وحر عليه بيته، أثاره حتى يغرق المسحاة. ثم يصب عليه جراراً كثيرة من ماء البئر. ويتوطؤه حتى يستوي. فلا يزال ذلك البيت بارداً ما دام ندياً.
فإذا امتد به الندى، ودام برده بدوامه، اكتفى بذلك التبريد صيفته. وإن جف قبل انقضاء الصيف، وعاد عليه الحر، عاد عليه بالإثارة والصب.
وكان يقول: خيشتي أرض، وماء خيشتي من بئري، وبيتي أبرد، ومؤنتي أخف. وأنا أفضلهم أيضاً بفضل الحكمة وجودة الآلة.
وكان طبيباً فأكسد مرة، فقال له قائل: السنة وبئة، والأمراض فاشية، وأنت عالم، ولك صبر وخدمة، ولك بيان ومعرفة. فمن أين تؤتى في هذا الكساد؟ قال: أما واحدة فإني عندهم مسلم، وقد اعتقد القوم قبل أن أتطيب، لا بل قبل أن أخلق، أن المسلمين لا يفلحون في الطب! واسمي أسد، وكان ينبغي أن يكون اسمي صليباً، ومرايل، ويوحنا، وبيرا، وكنيتي أبو الحارث، وكان ينبغي أن تكون أبو عيسى، وأبو زكريا، وأبو إبراهيم. وعلى رداء قطن أبيض، وكان ينبغي أنت يكون رداء حرير أسود. ولفظي لفظ عربي، وكان ينبغي أن تكون لغتي لغة أهل جنديسابور.