السعادة الزوجية أحد أسباب السعادة :

أخواننا الكرام، أحد أسباب السعادة السعادة الزوجية، الزوج الناجح إذا دخل كان هناك عيد، وهناك زوج آخر العيد إذا خرج، فبطولتك أن يكون العيد إذا دخلت.
لذلك النبي الكريم كان بساماً ضحاكاً، قال:
(( أكرموا النساء، فوالله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم، ويغلبهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً))
[ ابن عساكر عن علي]
ابنك امتداد لك سعادتك بسعادته وشقاؤك بشقائه :
أنا والله يا أخوان من باب المودة لكم والنصح، بحسب خبراتي المتواضعة، وزياراتي لمعظم بلاد العالم، ما وجدت من مشكلة مقلقة خطيرة تقترب من الجاليات الإسلامية في أمريكا، في أوربا، في أستراليا، كالأولاد، هذا ابنك امتداد لك، سعادتك بسعادته، وشقاؤك بشقائه.
كنت أقول دائماً: هذه الكلمة قلتها بأمريكا، وقتها كان الرئيس كلينتون، الزوج وليست الزوجة: لو بلغت منصباً ككلينتون، وثروة كأوناسيس وعلماً كأينشتاين ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس.
أنا لا أصدق أباً بالأرض يسعد وابنه شقي، قال لي أحدهم: والله أنا ابني حرق لي قلبي، قلت له: لماذا؟ قال: أقول له: بابا هذه حرام، يقول لي: (why) حرام – أي لماذا حرام- بابا هذه عيب، (why) عيب، قال: كلمة (why) حرقت قلبي، كل كلمة يرد عليّ: (why) حرام؟.
فالإنسان إذا وجد ابنه قد شرد، ليس فيه دين، لم يعترف بأي دين، والله مرة كنت بمالبور وسافرت- والله لا أبالغ- رئيس الجالية هناك، بكى في المطار، قال: بلغ أخواننا بالشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا، أنا أراها بلاداً جميلة جداً، نظيفة، ومرتبة، والقانون فوق الجميع، أنا أتصور، قال: لا ليست هكذا، احتمال أن ينحرف الابن أو يدمن، شيء مخيف.
أنا ليس لي رجاء عندكم إلا أولادكم، أقسم لكم بالله أتحدى أي أب يخسر ابنه ويكون سعيداً، ابنك امتدادك، لكن يريد جهداً كبيراً، لا يكفي أن تأتي وتقول الأولاد أكلوا؟ كتبوا وظائفهم؟ فقط؟ صلوا؟ وضعهم بالمدرسة، لهم رفيق سيئ، يصاحب ابنك رفيقة سيئة بالمدرسة، القضية خطيرة جداً.
فأنا إذا كان لي وصية عندكم جئت من عشرين ألف كيلومتر إلى هنا، أولادكم، مرة ثانية: لو بلغت أعلى منصب في الأرض، وجمعت أكبر ثروة فيها، ووصلت إلى أعلى درجة علمية، ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس.
هذا كلام خطير جداً، فانتبهوا إلى أولادكم، يحتاج عناية، يحتاج رعاية، يحتاج جلسات مطولة، تعرف أصدقاءه، من أين يذهب، من أين يأتي، في غرفته كومبيوتر، هذا يوضع بالصالون أيضاً، بالانترنيت يرى أشياء لم يرها أحد، شيء مخيف يا أخوان، يصحب معه سي دي يضعه في جيبه، أو فيلم إباحي، أين بقيت الصلاة؟ أنا أضع يدي على الجرح، سامحوني فقط، من محبتي لكم والله، انتبهوا لأولادكم، لن تسعد إلا بابن مؤمن، أن يكون ابنك قرة عين لك.
مرة كنت بأمريكا، أخواننا طيبون وأطباء أكثرهم، أقوى جالية علمية بأمريكا، في ديترويت، جلست مع أخوان لطفاء، مهذبون، بيوتهم فخمة جداً، دخلهم فلكي، قال لي أحدهم: لم ترَ شيئاً، قال: اطلب أولادهم، يا لطيف يا أخوان، طلبت أولادهم، والعياذ بالله، كل ولد شكل، تعليقات سخيفة، تحدّ للأديان، بعدها رجعت إلى الشام، أنا عندي معهد، نظرت إلى طلاب المعهد عندي، تقول: الطفل ملاك، لأنه يوجد انضباط، وخجل، وحياء، بيته إسلامي، والده يصلي، موضوع الابن ليس قضية سهلة، القضية خطيرة جداً.
تربية الأولاد أخطر شيء في حياة كل إنسان :
أتمنى عليك ابنك يحتاج كل يوم إلى ساعتين، تجلس معه، تحادثه، تفهم منه، تسمع منه، صادقه اجعله صديقاً.
يقال: لاعب ولدك سبعاً، وأدبه سبعاً، راقبه سبعاً، من عام إلى سبعة أعوام لاعبه حتى يحبك، ومن السابعة حتى الرابعة عشرة أدبه، هذا حرام، هذا الدليل، وهذه الآية، وهذه حلال، وهذه لا تجوز، من أجل مستقبلك، من أجل مكانتك، من أجل سمعتك، من أجل زواجك، لاعبه سبعاً، وأدبه سبعاً، صار الآن مراهقاً لا يتحمل أن تضربه، وراقبه سبعاً، ثم اترك حبله على غاربه، أنا أكاد أقول: إن أخطر شيء بهذا البلد تربية الأولاد، فتلافوها إن شاء الله بعناية فائقة.
وأرجو الله لكم التوفيق، والنجاح، والسداد، وأنا بانتظار أسئلتكم.
موسوعة النابلسي